التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي 41 اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري 42 اذهبا إلى فرعون إنه طغى 43 فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى 44 قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى 45}

صفحة 4670 - الجزء 7

  ربما يزداد عتواً، وقيل: كَنِّياهُ، عن السدي، وعكرمة. واختلفوا في كنيته على ثلاثة أقاويل، قيل أبو الوليد، وقيل: أبو مرة، وقيل: أبو العباس، وقيل: القول اللين هو قوله {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ١٩}⁣[النازعات: ١٨ - ١٩]، عن مقاتل. وقيل: ارفقا به فإنه ربّاك وأحسن إليك، وقيل: عِدَاه على الإيمان بمواعيد حسنة في الدنيا من العيش الهني والملك السني، وفي الآخرة من جنة الخلد والثواب الدائم، وروي أن موسى قال له: إن آمنت يُمد في عمرك خمسمائة سنة ولا يمنعنك الطعام والشراب والاستمتاع بالسمع والبصر، ولا يصيبك داء، ثم تصير إلى نعيم الآخرة دائماً، فلما سمع ذلك أراد أن يؤمن فمنعه هامان، وقيل: كان هارون بمصر، فلما أوحى اللَّه تعالى إلى موسى أن يأتي مصر أوحى إلى هارون أن يَلْقَى موسى، فتلقاه على مرحلة، واجتمعا قال اذهبا إلى فرعون، «لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ» قيل: ادعواه على الرجاء والطمع لا على اليأس من خلافه، فتعبدهما على هذا الوجه، لعله يرجع إليهما، وقيل: ليتذكر، فالمراد بيان الغرض ببعثتهما «يَتَذَكَّرُ» يعني على ما أغفل عنه من ربوبية اللَّه تعالى وعبودية نفسه «أَوْ يَخْشَى»