قوله تعالى: {قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى 46 فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى 47 إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى 48 قال فمن ربكما ياموسى 49 قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى 50}
  · القراءة: روى نصير عن الكسائي: «كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» بفتح اللام على فعل ماضٍ، وروي نحوه عن ابن عباس، والقراء على سكون اللام على أنه اسم.
  · اللغة: الرؤية: إدراك المرئي، رأى يرى رؤية فهو راءٍ، والشيء مرئي إذا أُبْصِرَ.
  والسامع: المدرك للمسموع، سمع يسمع سمعاً فهو سامع، فالسامع الرائي مع من يسمع ويرى، والسميع البصير من كان على حالة يصح أن يدرك المرئي والمسموع إذا وجدا، ولذلك نصف اللَّه تعالى بأنه سميع بصير ولا نصفه بأنه سامع راءٍ إلا بعد وجود المدركات.
  · المعنى: ثم بين تعالى أنه أمنهما وأنهما أتيا فرعون، وما جرى بينهما، فقال سبحانه: «قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى» قيل: بالنصرة والحفظ والدفع عنكما فلا تلتفتا إلى تجبره وأديا الرسالة بقوة قلب، وقيل: بالعلم والرؤية والقدرة أسمع قولكما، وقوله: «وَأَرَى» فعلكما وفعله، وقيل: أسمع وأرى ما يجاوبكما به وألهمكما ما تجيبان به، عن ابن جريج.