التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى 56 قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى 57 فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى 58 قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى 59 فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى 60}

صفحة 4681 - الجزء 7

  والزَّيْنُ: نقيض الشَّيْنِ، والزينة: ما يتزين به.

  والحشر: الجمع. والكيد والمكر والحيلة من النظائر.

  · الإعراب: موضع قوله: {أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ} من الإعراب، يحتمل الرفع على تقدير: موعدكم حشر الناس، ويحتمل الجر على تقدير: ويوم يحشر الناس كلها نصب نعت للآيات.

  · المعنى: ثم بين تعالى ما قابل به فرعون من الآيات، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا» أي: أرينا فرعون كل الأدلة التي أعطيناها موسى وغير ذلك، وقيل: هو أدلة التوحيد والعدل وما يهدي به المهتدي، عن أبي مسلم. وقيل: هو معجزات موسى الدالة على توحيد اللَّه تعالى ونبوة موسى، كأنه قيل: أريناه آياتنا التي أعطيناها موسى الدالة على توحيد اللَّه تعالى ونبوة موسى، عن أبي علي. وإنما أضافه إلى نفسه؛ لأنه أراه ذلك على يد موسى، «فَكَذَّبَ» موسى بعد رؤية الآيات أي: وصفه بالكذب «وَأَبَى» وامتنع عن قبول ما دُعي إليه من توحيد اللَّه تعالى وعبادته وطاعته، ثم نسبه إلى السخر تلبيسًا على قومه فـ «قَال أَجِئْتَنَا