قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 146 الحق من ربك فلا تكونن من الممترين 147}
  والكتمان نقيض الإظهار. والمرية والشك من النظائر.
  · الإعراب: الحق: رفع لأنه خبر ابتداء محذوف، وتقديره: ذلك الحق، أو هو الحق، ونظيره: مررت برجل كريمِ زيد؛ أي: هو زيد، وقيل: تقديره: جاءك الحق، ولو نصب جاز في العربية على: اعْلَم الحقَّ من ربك أو اقرأ الحق من ربك، والنون في قوله: لتكونن للتأكيد.
  · النزول: عن ابن عباس: لما قدم النبي ÷ المدينة قال عمر لعبد اللَّه بن سلام: كيف تعرف نبينا محمد ÷؟ فقال: يا عمر، لقد عرفته فيكم حين رأيته، كما أعرف ابني إذا رأيته مع الصبيان يلعب، وإنه لنبي حق، فنزلت الآية.
  · المعنى: لما ذكر اللَّه تعالى عناد اليهود والنصارى، وإنكارهم لنبوته حقق ذلك فقال تعالى: «الَّذِينَ آتَينَاهُمُ الْكتَابَ» يعني أعطيناهم الكتاب، وهم العلماء فيهم «يَعْرِفُونَهُ» قيل: يعرفون النبي وصحة أمره، عن الأصم وأبي مسلم والزجاج. قال أبو مسلم: -
  والضمير يعود إلى قوله: «مِنَ الْعِلْم» يعني النبوة فلذلك ذكره، وقيل: يعرفون أن أمر القبلة حق، عن ابن عباس وقتادة والربيع - وابن زيد «كمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ» قيل: إنه ضرب مثلاً في توكيد العلم كما تعرفون من نسبتموه إلى أنفسكم ولدًا «وَإِنَّ فَرِيقًا» يعني طائفة من أهل الكتاب؛ لأن منهم من أسلم كعبد اللَّه بن سلام وكعب الأحبار «لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ» هذا ذم لهم على كتمانه ووعيد، واختلفوا في المكتوم، قيل: أَمْرُ محمد وكان مكتومًا عندهم، عن مجاهد وجماعة، وقيل: أمر القبلة عن الربيع،