قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون 146 الحق من ربك فلا تكونن من الممترين 147}
  وقيل: من بعد ما علمت أن الحق ما أنت عليه من الدين والقبلة «إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ» قيل: لمن الظالمين لنفسك بارتكاب صغيرة، عن أبي علي. وقيل: إنك إذًا بمنزلتهم في كفرهم وظلمهم، قال القاضي: وهذا أولى لأن ما وقع منهم يجب أن يُتناول على ظلم النفس، لا ما المعلوم أنه لا يقع، ونظيره: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}.
  · الأحكام: الآية تدل على بطلان قول أصحاب الموافاة لقوله: «إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ» دل أن الوعيد يلحقهم في الحال.
  وتدل على بطلان قول أصحاب اللطف؛ لأنه قال: «بِكُلّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ» وعندهم أن في المقدور أنه لو أتاهم لاتبعوا قبلته، وهذا خلاف الظاهر، وقيل معناه:
  المعاند لا تَنْفَعُهُ الآية، وقيل: معناه لا لطف لهم، وعلى هذين الوجهين يبطل قولهم.
  وتدل على أن جميع الكفار لا يؤمنون.
  وتدل على [أن] العبد مختار قادر على الاتباع، وترك الاتباع، وأن الّاِتباع فِعْلُهُم؛ لذلك أضافه إليهم، وذمهم عليه.
قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٤٦ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ١٤٧}
  · اللغة: المعرفة والعلم والدراية نظائر.
  والفريق: الطائفة.