قوله تعالى: {قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى 71 قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا 72 إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى 73 إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى 74 ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى 75 جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى 76}
  وإنما شُدَّ به؛ لأن ضم النخل لهم كضم الوعاء لما فيه.
  {وَالَّذِي فَطَرَنَا} محل (الذي) من الإعراب يحتمل النصب عطفاً على قوله: «ما جَاءنا»، ويحتمل الجر بأنه قسم.
  والنون في: (لأقطعنَّ) و (لأصلبنَّ) نون التأكيد تجري مجرى القسم. «الحياةَ» نصب ب (تقضي) وقيل: تقديره: في الحياة الدنيا، فلما سقطت الخافضة نصب، ويحتمل الرفع على (هذه) يعني هي الحياة الدنيا.
  · المعنى: ثم ذكر ما جرى بين فرعون والسحرة بعد إيمانهم به، فقال سبحانه: «قَالَ» يعني فرعون للسحرة «آمَنْتُمْ لَهُ» أي: به، يعني لموسى كقوله: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}[العنكبوت: ٢٦] «قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ» في الإيمان به، «إِنَّهُ» يعني موسى «لَكَبِيرُكُمُ» أي: رئيسكم وأستاذكم ومعلمكم «الَذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ» موهماً بذلك للعوام أن ما أتوا به إنما هو تَواطؤٌ من جهتهم؛ لأنه علم أنه حق؛ ولكن تعمد ذلك ولبَّس وأوعد القوم «فَلَاُقَطعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ» يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى، وقيل: أول من فعل ذلك وصلب هو فرعون «وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» قيل: على جذوع النخل، قيل: تلك الجذوع لهم كالأوعية وهي الظرف «وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّعَذَابًا» على قولكم أنا أم رب موسى على معصيتكم إياه لو عصيتموه «وَأَبْقَى»