قوله تعالى: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى 77 فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم 78 وأضل فرعون قومه وما هدى 79}
  أي: أصابهم من البحر ما أصابهم، وغمرهم الماء، وقيل: معناه فَعَلاَهُمْ من ماء البحر ما علاهم؛ يعني ماء كان كالطود العظيم، وقيل: الذي غشيهم هو الغرق، عن أبي علي. «وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى» قيل: أهلكهم في البحر وما نجاهم من الغرق تأكيداً، وقيل: أضلهم عن الدين وما هداهم إلى خير، وقيل:
  ذكر «وَمَا هَدَى» تأكيداً لإضلاله، وقيل: أضلهم واستمر بهم الضلال فما هداهم قط، قيل: ما هداهم قط في خير.
  · الأحكام: تدل الآيات على معجزات عظيمة لموسى:
  منها: أنه ضرب البحر بالعصا فصار فيه اثنا عشر طريقًا.
  ومنها: أنه يبس في الحال.
  ومنها: أنه تراكم الماء حتى صار كالطود العظيم.
  وتدل على أنه أهلك قوم فرعون ما نجا منهم أحد.
  ومتى قيل: كيف دخل فرعون، والعاقل لا يفعل مثل ذلك؟