التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى 80 كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى 81 وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى 82 وما أعجلك عن قومك ياموسى 83 قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى 84 قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري 85}

صفحة 4710 - الجزء 7

  قرأ الكسائي والأعمش ويحيى بن وثاب: «فَيَحُلَّ» بضم الحاء، و «يحلُل» بضم اللام، وقرأ الباقون (فَيَحِلَّ) بكسر الحاء، و «مَنْ يَحْلِلْ» بكسر اللام، وقيل يحُل بالضم ينزل، و (يحِل) بالكسر يَجِب، وقيل هما بمعنى، ولم يختلفوا في قوله:

  {يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[طه: ٨٦] أنه بالكسر.

  · اللغة: الطغيان: مجاوزة الحد في العصيان، وطغى يطغى طغياناً، ومنه: طغى السيل سال، وطغى البحر ماج، وطغى الدم تَبَيَّغَ، والطُّغْوَان لغة يقال: طغوت وطغيت، حكاه الخليل.

  والحلول: النزول، حَل: نَزَلَ، يقال: حَلَلْتُ القَوْمَ وحَلَلْتُ بالقوم، والحليل البعل، والحليلة الزوجة، سميا بذلك؛ لأن كل واحد منهما يحل عند صاحبه، قال أبو عبيد: كل من نازلك أو جاورك فهو حليل، وقيل: سميا بذلك لأن كل واحد منهما يحل إزار صاحبه من حَلَلْتُ العقدة أَحُلُّها حلاً، وحل يحِل بكسر الحاء في المستقبل؛ وجب، ويحُل بالضم نزل، وحقيقة الحلول تصح في الأعراض، وأما الجسم فيجوز عليه المجاورة، ولا يجوز عليه الحلول، وكذلك المكان والجهة.