التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى 80 كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى 81 وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى 82 وما أعجلك عن قومك ياموسى 83 قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى 84 قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري 85}

صفحة 4711 - الجزء 7

  ومتى قيل: حلول العرض في المحل لذاته أو بالفاعل؟

  قلنا: كونه سوادًا بياضاً حلاوة ونحوه من صفات الأجناس لذاته ووجوده بالفاعل، فأما وجوده في هذا المحل فكل عرض يختص بمحل لا يجوز وجوده في غيره، ولا يعلل ذلك بالنفس ولا بالفاعل.

  ويقال: هل يجوز حلول المعاني في ذات القديم؟

  قلنا: لا؛ لأن ذلك يتبع التحيز.

  والهوى: هو النفس مقصور؛ [هَوَيَ يَهْوَى هَوًى - هُوِيًّا شديداً والجمع أهواء]، والهواء بالمد هو [ما بين السماء والْأَرْضِ]، نحو هَوِيتُ [أهوى] هَوًى، [والجمع أهوية]، وهو [يعني به] يهوى يسقط من غير راد يمسكه، والهاوية: كل مهواة، ومنه سمي النار هاوية، وتهاوى القوم [في] المَهْوَاةِ سقط بعضهم في إثر بعض.

  والفتنة: أصلها الاختبار، وتستعمل في العقوبة والكفر والهَرْجِ.

  · الإعراب: (هَؤُلَاءِ) و (أُولاء) بمعنى، وهما مبنيان على الكسر (فَيَحِلَّ) نصب؛ لأنه جواب النهي بالفاء. «وَمَنْ يَحْلِلْ» جزم؛ لأنه شرط، «فَقَدْ هَوَى» جوابه.

  · المعنى: ثم عاد الكلام إلى خطاب بني إسرائيل وذِكْرِ نعمه عليهم، فقال سبحانه: «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ» قيل: هذا خطاب للذين كانوا في زمن النبي صلى اللَّه عليه، وقيل: