قوله تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال ياقوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي 86 قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري 87 فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي 88 أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا 89 ولقد قال لهم هارون من قبل ياقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري 90}
  ودعاهم إليه، عن قتادة. وقيل: قوله: {أَلْقَى السَّامِرِيُّ} حكاية عنهم على نسق الكلام، وقيل: بل كلام اللَّه تعالى ابتداء، كأنه حكى عنهم أنهم ألقوا، ثم قال: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} حكاية عنهم، عن أبي مسلم.
  «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا» قيل: صورة بقرة صاغها من الحلي، ثم ألقى علييها من تراب أثر جبريل، فانقلبت حيواناً تخور، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي. وقيل: صاغ عجلًا من ذهب مرصعاً بالجواهر لا روح فيه «لَهُ خُوَارٌ» صوت، عن أبي علي، وأبي مسلم. وقال أبو علي: صاغ على صورة عجل، وجعل فيه خروقاً إذا دخلته الريح أوهم أنه يخور، وخوار قيل: له صوت، وقيل: خار مرة ولم يعد، وقيل: كان خُوارُهُ بالريح إذا دخلت جوفه، عن مجاهد، وأبي علي، وأبي مسلم. «فَقَالُوا» يعني السامري ومن تبعه «هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى» أي: معبودكم ومعبود موسى «فَنَسِيَ» اختلفوا فيمن نسي وما نسي، ومِنْ قول مَن (فَنَسِي) على قولين: الأول: أنه قول اللَّه تعالى. والناسي: السامري.
  واختلفوا، فقيل: ترك السامري الإسلام الذي بعث اللَّه به موسى، عن ابن عباسٍ بخلاف. وقيل: نسي الاستدلال على حدوثه بأنه مصنوع لا يجوز أن يكون إلهاً، وقيل: نسي السامري أمر العجل أنه لا يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضرًا ولا نفعاً، عن أبي علي. وقيل: نافق السامري وترك الإسلام.