التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى 91 قال ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا 92 ألا تتبعن أفعصيت أمري 93 قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي 94 قال فما خطبك ياسامري 95}

صفحة 4729 - الجزء 7

  وتدل على عظيم هيبة موسى في قلوبهم حيث توقفوا عند رجوعه وتركوا عبادة العجل عند نهيه.

  وتدل على أن كون النبي بين أمته قد يكون لطفاً في التوحيد فلذلك لما رجع موسى تركوا العجل.

  وتدل على أن هارون وإن كان شريكاً لموسى في النبوة فإنه كان كالتابع وموسى كالمتبوع؛ لأن كلامه كلام متبوع، وكلام هارون كلام الأتباع في جميع ما دار بينهما من الكلام.

  ويدل قوله: {فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ} على عظيم ذنبه، فلذلك وبخه.

  ففي الآية دلالة على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه:

  منها: قوله {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}.

  ومنها: معاتبة هارون إياهم.

  ومنها: معاتبة موسى إياه في ترك الاتباع.

  ومنها: قوله: «فَرَّقْتَ» فلو كان التفريق خلق اللَّه سبحانه لاستوى كونه بينهم وعدم كونه.