التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4731 - الجزء 7

  قرأ أبو جعفر وأبو عمرو وحمزة والكسائي: «فنبذتها» بإدغام الذال في التاء لقرب المخرج، والباقون بإظهاره على الأصل.

  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «لن تخلفه» بكسر اللام وهو قراءة الحسن وقتادة وأبو جعفر: «لَنُحْرِقَنَّه» بضم النون وفتح القاف والتشديد، وعن أبي جعفر وأشهب العقيلي: «لَنَحْرُقَنَّه» بفتح النون وضم الراء خفيفة من الإحراق بالنار أيضاً، يقال: أحرقت وحرقت بمعنى تممت وأتممت، وعلى هذا حمل بعضهم قراءة العامة أنه الإحراق مرة بعد مرة، وتصديقه ما روي عن ابن عباس: (حَرَّقَهُ بالنار ثم ذراه في اليم)، وقيل: في قراءة العامة معناه: لنُبْرِدَنَّهُ بالمِبْرَدِ، يقال: حَرَقَهُ أَحْرُقُهُ، وأَحْرِقُهُ حرقاً: وبَرَدَهُ بالمبرد وأصله الحرق بالنار، فيسمى ما يبرد بالمبرد لأنه يقطع كما يقطع المحرق بالنار، ودليل هذا التأويل ما روي عن السدي أن موسى # أخذ العجل وبرده بالمبرد ثم ذراه في اليم، وعن ابن عباس: لنذبحنه (ثم لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفاً).