قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى 116 فقلنا ياآدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى 117 إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى 118 وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى 119 فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى 120}
  ويظله: أنه ضَاح، ومنه في حديث الاستسقاء: «اللَّهم ضَاحَتْ بلادنا» أي: برزت للشمس، يعني أن السَّنَةَ أحرقت البلاد، وقال ابن الأعرابي: أي: أضحت الشمس، وضحيت ضحواً فيها.
  · المعنى: ثم بيّن تفصيل ما أجمل من قصة آدم #، فقال سبحانه: «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ» قيل: السجود لله، وآدم قِبْلَة السجود، وهو معظم به، عن أبي علي. وقيل: هي سجدة تعظيم لا سجدة عبادة، عن أبي بكر أحمد بن علي. «فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ» استثناء من غير جنس؛ لأن إبليس لم يكن من الملائكة؛ لكن دخل معهم في الأمر في السجود، وقد بينا ذلك «أَبَى» أي: امتنع من السجود «فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا» يعني إبليس «عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ» حواء «فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ» بغرور هو وساوسه. قيل: هي شقاوة الدنيا وهو أن يأكل من كَدِّهِ وكسبه، وإنما قال: «فَتَشْقَى» على خطاب الواحد والمعنى فَتَشْقَى أنت وزوجك؛ لأن أمرهما في السبب واحد، فاستوى حكمهما لاستواء سببهما، وقيل: غلب