قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى 116 فقلنا ياآدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى 117 إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى 118 وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى 119 فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى 120}
  المذكر على المؤنث، وقيل: لتستقيم رؤوس الآي، وقيل: لأن نفقة المرأة على الزوج، فكان العمل عليه، قال سعيد بن جبير: هبط على آدم ثور أحمر، فكان يحرث عليه ويمسح العرق عن جبينه، فهي تلك الشقاوة، وقيل: لما أخرج إلى الدنيا كُلِّف تحصيل أسبابه «إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا» «أي: في الجنة فتكفى المؤنة، أي لا تحتاج إلى تكلف الطعام والشراب وَلاَ تَعْرَى» من اللباس من غير تكلف «وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى» أي لا تعطش ولا يصيبك حر الشمس، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وقتادة. وقيل: ليس في الجنة شمس، إنما هو نور وضياء «فَوَسْوَسَ إِلَيهِ الشيطَانُ» يعني إبليس، وقد مضى كيف وسوس وبينا ما قيل فيه على ثلاثة أقوال:
  أولها: على باب الجنة، وكانا يجتمعان، عن أبي علي.
  وقيل: من الأرض إلى السماء، عن الحسن.
  الثالث: في الأرض، عن أبي مسلم.
  ثم بين ما وسوس به، فقال سبحانه: «قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ» يعني شجرة إن أكلت منها بقيت خالداً مخلداً «وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى» أي: لا يفنى.
  ومتى قيل: كيف يقال: إن آدم نسي مع قول إبليس [الأعراف: ٢٠]؟