قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى 116 فقلنا ياآدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى 117 إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى 118 وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى 119 فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى 120}
  قلنا: يحتمل أنه أشار إلى الجنس على أنه لم يقبل قوله ولا عمل على ما أشار به كما يقال: كل من هذا العنب، وأراد جنسه.
  ومتى قيل: هل بين قبل قوله: {عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}؟
  قلنا: لا؛ لأنه علم أن لا خلود ولا بد من قطع التكليف، وقيل: يجوز أن تكون شجرة تسمى شجرة الخلد، فظنا أنها سميت بذلك؛ لأن مَنْ أكلها يخلد وأوهم ذلك هو.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الخروج من الجنة يسمى شقاوة، وقد يسمى كذلك مضار الدنيا شقاوة، وهو المراد هاهنا؛ لأن الأنبياء ليس لهم شقاوة الآخرة.
  وتدل على أن إبليس وسوس، وأن الوسوسة لها تأثير في الإنسان على ما يقوله الحسن وأبو هاشم خلاف قول أبي علي.
  وتدل على أن الدنيا دار تعب وشقاوة، وأن الآخرة دار رضى وراحة.
  وتدل على أن السجود فِعْلُ العبد، وأن إبليس فَعَلَ الإباء، فيبطل قولهم في المخلوق.