قوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى 131 وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى 132 وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى 133 ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى 134 قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى 135}
  قيل: أزواجاً من بعضهم لا من نعت المتاع، ثم اختلفوا، فقال بعضهم: معناه أمثالاً وأشباهاً؛ لأنهم أشكال في الذهاب عن الصواب، وقال بعضهم: أزواجاً أراد الذكر والأنثى، وقيل: هو من نعت المتاع أي: أصنافاً من نعيم الدنيا، وقيل: أزواجًا آحاداً؛ لأن الواحد بعد الواحد من الجماعة، عن أبي مسلم. «زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنيَا» قيل: زينتها، عن قتادة وغيره. وشَبَّهَهَا بالزهرة لسرعة زوالها، ونحو ذلك قول النبي، ÷: «حلوة خضرة»، «لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ» أي: لنختبرهم، ومعناه نعاملهم معاملة المختبر فيما أوتوا؛ ليظهر المحق من المبطل والشاكر من الكافر، وذلك أنه يلزمه عند إيتاء الزكاة تكاليف على ما يلزمه في الأموال والدواب وفي العبيد والجواري، وقيل: أمرهم وهم أغنياء وملوك وكبراء باتباع النبي ÷ والمؤمنين وهم فقراء، وذلك شدة تعبد عليهم، فذلك معنى: «لِنَفْتِنَهُمْ»، وقيل: نفتنهم نعذبهم بما أوتوا من ذلك فنعذبهم بعذاب الدنيا والآخرة، عن أبي مسلم. وقيل: نفتنهم بأن أمرناهم بإنفاقه والزكوات والحج والجهاد، وقيل: نختبرهم بقلة الإمتاع وسرعة الزوال وسوء الحساب «وَرِزْقُ رَبِّكَ» أي: عطاء ربك، قيل: الذي وعدك في الآخرة «خَيرٌ وَأَبْقَى» مما متعنا به هَؤُلَاءِ في الدنيا، عن أبي علي، وأبي مسلم، وجماعة. وقيل: ما أعطاك في الدنيا مع حسن العاقبة خير مما أعطاهم إذ كان عاقبتهم النار، وقيل: ما أعطاك ربك خير؛ لأنه لا يُغْتَنَمُ كما تغتنم أموال الكفار، والأول الوجه