قوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى 131 وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى 132 وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى 133 ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى 134 قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى 135}
  «وَأَبْقَى» أدوم «وَأْمُرْ أَهْلَكَ» قيل: أهل بيتك وأهل دينك «بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا» أي: على فعلها «لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا» أي: لا نسألك شيئاً ينتفع به كما يفعله ملوك الدنيا من جر المنافع، وإنما نكلفك العمل الذي يعود نفعه إليك، وقيل: لا نكلفك رزقك ورزق عيالك؛ بل كلفناك العبادة وأداء الرسالة، وضمنا رزق الجميع «نَحْنُ نَرْزُقُكَ» أي: نعطيك «وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» أي: العاقبة المحمودة لأهل التقوى، وقيل: لا ينفق في سوق العاقبة إلا التقوى فكان العاقبة له، وعن هشام بن عروة بن الزبير قال: كان عروة بن الزبير إذا رأى ما عند السلطان دخل بيته وقرأ: «وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا ...» الآيات، ثم ينادي: الصلاة يرحمكم اللَّه، «وَقَالُوا» يعني الكفار «لَوْلاَ يَأْتِينَا» محمد «بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ» أي: بحجة تدل على نبوته عن عند ربه، كما أنزلها على الأنبياء من قبله «أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى» أي: الكتب الأولى، قيل: تحكموا في طلب الآيات، فلما جاءتهم لم يؤمنوا، فعذبوا بالاستئصال، وقيل: ما في التوراة والإنجيل من البشارة بما وافق صفته ÷، وقيل: أتاهم في هذا القرآن بيان ما في الكتب، عن أبي مسلم. ولم يكن له طريق إليه إلا بالوحي؛ لأنه كان أمياً لا يقرأ «وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ» أي: من قبل نزول القرآن وبعثة محمد، ÷ وآله «لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا» يعني لو هلكوا في الدنيا ثم بعثوا في يوم القيامة لقالوا؛ لأنه لا يصح قولهم بعد الهلاك إلا على هذا الوجه،