قوله تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين 16 لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين 17 بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون 18 وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون 19 يسبحون الليل والنهار لا يفترون 20}
  والدمغ: شج الرأس حتى يبلغ الدماغ، يقال: دَمَغَهُ يَدْمَغُهُ دَمْغًا، ورماه فدمغه أي: أصاب دماغه، ويقال: دمغه أي أهلكه، ومنه في صفة النبي ÷: دامغ جَيْشَات الأباطيل.
  والاستحسار: الانقطاع من الإعياء، يقال: بعير حسير إذا أعيا فقام، وأصله من حسر عن ذراعيه إذا كشف، يعني كشف قوته بإذهابه بالإعياء، وجِمَالٌ حَسْرَى، وحسر البصر إذا كَلَّ لنظر بعيد، وحسر واستحسر بمعنى واحد إذا أعيا، والحاسر في الحرب: الذي لا درع له ولا مغفر كأنه كشف عن نفسه.
  والفتور: الضعف، ومنه الطرف الفاتر الذي ليس بحديد، وفي الحديث: «نهى عن كل مُسْكِرٍ ومُفَتِّرٍ» فالمسكر ما يزيل العقل، والمفتر الذي يُفَتِّر الجسد، وقال ابن الأعرابي: أفتر الرجل إذا ضعف حقواه وانكسر طرفه.
  قيل: في «إِنْ كُنَّا» قولان:
  أحدهما: (إن) بمعنى الشرط.
  وثانيها: بمعنى (ما).
  · الإعراب: «لاعبين» نصب على الحال أي: ما كنا لاعبين في حال خلقهما.
  · النظم: قيل: لما تقدم قوله: {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ} وهو شيء مموه لا حقيقة له؛ رَدَّ ذلك عليهم بأن بيّن أنه ليس من صفته ذلك، عن أبي مسلم.