قوله تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين 16 لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين 17 بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون 18 وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون 19 يسبحون الليل والنهار لا يفترون 20}
  وقيل: رد عليهم قولهم: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}[البقرة: ١١٦] فبيّن أنهم عبيده، وذلك يحيل معنى الولادة؛ لأنه لا يكون إلا مع الجنسية، عن علي بن عيسى.
  وقيل: لما تقدّم ذكر هلاك من تقدم، بيَّن أنه لم يهلكهم إلا مجازاة؛ لأنه خلقهم للعبادة فكفروا فجازاهم، ولولا ذلك لكان خلق السماء والأرض وما بينهما لعباً؛ لأن خلق الأشياء إنما يحسن لأجل التكليف وحسن خلق المكلف تعريضاً للثواب.
  · المعنى: ثم بيَّن تعالى أنه خلق جميع ما خلق لغرض صحيح، فقال سبحانه: «وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا لاَعِبِينَ» أي: عبثاً وباطلا؛ بل خلقناهما لغرض صحيح وهو كونه نعمة ودلالة وتعريضاً لمنزلة عظيمة «لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا» أي: عبثاً ولعباً، قيل: اللَّهو: المرأة، عن الحسن، ومجاهد. قال قتادة: هو المرأة بلغة اليمن، وسميت بذلك لأنه يلهى بها، وقيل: اللَّهو الولد، عن ابن عباس، والحسن بخلاف. «لاتَخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا» أي: كنا نتخذه بحيث لا يظهر