قوله تعالى: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون 21 لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون 22 لا يسأل عما يفعل وهم يسألون 23 أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون 24 وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون 25}
  وقيل: هذا ذكر من معي من المؤمنين والعلماء، وذكر من قبلي من الأنبياء وعلماء الأمم؛ لأنه لا دلالة على صحة الكفر «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ» قيل: أكثرهم مقلدون في الكفر لا يعلمون الحق «فَهُمْ مُعْرِضُونَ» عن النظر والتفكر في الحق، قيل: معرضون عن القرآن، وقيل: عن النبي ÷، وإنما خص الأكثر؛ لأن منهم من آمن.
  ثم بيّن تفسير مَنْ قَبْلِي، فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ» يا محمد «مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» يعني لم نبعث رسولاً إلا دعا إلى التوحيد وأمر به، فَمَنْ خالف ذلك لم يعدل إلى معقول ولا منصوص.
  · الأحكام.
  يدل قوله: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ} أي: من حق المعبود أن يقدر على الإحياء والإماتة وعلى الاختراع، وغيره لا يقدر عليه، فلا يصح أن يعبد.
  ويدل قوله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} على التوحيد ونفي دلالة التمانع التي بنى عليها المتكلمون نفي الاثنين، وتقدير ذلك: لو كان فيهما مدبِّران لفسد الأمر بأن يريد أحدهما ضد ما يريد الآخر.
  فأما دلالة التمانع فهو أن يقول: لو كان معه إله لكانا قديمين، والقدم من