التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون 26 لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 27 يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون 28 ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين 29 أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون 30}

صفحة 4808 - الجزء 7

  · الإعراب: يقال: لِمَ رفع «عِبَادٌ»؟

  قلنا: لأنه منقطع عن الحكاية، كأنه قال: عباد مكرمون.

  ويقال: لِمَ وحّد الْأَرْض وجمع السماء؟.

  قلنا: أراد جنس الأرض.

  ويقال: لم قال: «كَانَتَا» والسماوات جمع؟

  قلنا: لأنهما صنفان.

  ويقال: لَمَ قال: «كَانَتَا رَتْقًا)» فوحّد؟

  قلنا: لأنه مصدر، ووصف به كالعدل والخصم.

  · النزول: قيل: نزلت في خزاعة قالت: الملائكة بنات الله.

  · المعنى: ثم رَدَّ عليهم ما حكى عنهم من وصف اللَّه تعالى بالولد، فقال سبحانه: «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا» أي: وصفوا اللَّه بالولد وذلك على وجهين: إما أن يقولوا: إنه اتخذ صاحبة وولداً على سبيل التوالد، كالمعقول في الشاهد، أو يقولوا: