التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون 26 لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 27 يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون 28 ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين 29 أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون 30}

صفحة 4812 - الجزء 7

  ويدل قوله: {وَلَا يَشْفَعُونَ} أن الشفاعة لا تكون لأهل الكبائر؛ لأنه يحبط عملهم، بخلاف قول المرجئة، ويبطل قولهم: إن الشفاعة لأهل الكبائر لا يفيد؛ لأنه تعالى أثبت شفاعتهم لمن رضي عنه، ولأنه يزيد في درجة المشفوع له ويظهر درجة الشفيع، ولأن أكثر الشفاعات في الدنيا في زيادة المنافع والدرجات.

  وتدل على أنهم يعبدون اللَّه ولا يستحقون العبادة.

  وتدل على أن شمول الوعيد لهم وإن كانوا معصومين، وذلك نحو قوله:

  {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} وذلك شرط وليس بإثبات ذلك فيهم.

  ويدل قوله: {أَوَلَمْ يَرَ} على إثبات صانع يصح منه خلق هذه الأشياء، وإنزال المطر، وإخراج النبات، وذلك مما لا يقدر عليه قادر بقدرة، فدل أنه من فعل قادر لذاته.