قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون 26 لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 27 يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون 28 ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين 29 أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون 30}
  والضحاك، وقتادة، وعطاء. وقيل: خلقهما اللَّه بعضهما على بعض، ثم خلق ريحاً ففتحهما بها، عن كعب. وقيل: كانتا طبقة واحدة ففتقهما فجعلتا سبع سماوات وسبع أرضين، عن مجاهد، والسدي. وقيل: كانت السماء رتقا لا تمطر، والأرض رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات، عن عكرمة، وعطية، وابن زيد. وقيل: كانتا معدومتين فأوجدهما اللَّه، عن أبي مسلم. وذلك خلاف الظاهر، والأولى ما رويناه عن عكرمة وابن زيد، وهو قول أبي علي؛ لأن الكفار يرون ذلك فتلزمهم الحجة، ويرون عجزهم فلا بد من إثبات ضانع مخالف لهم «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ» قيل: خلقنا كل شيء من نطفة نحو قوله: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ}[النور: ٤٥]، وقيل: أراد به الماء في الحقيقة، وهو الأولى؛ لأن النطفة ليست بماء على الإطلاق، ولأن حياة كل شيء ليست من النطفة، وقيل: جعلنا الماء حياة كل ذي روح، ونماء كل نامي، فيدخل فيه الحيوان والنبات والأشجار، عن أبي مسلم. «أَفَلا يؤْمِنُونَ» أي: أفلا يصدقون بالقرآن وحجج اللَّه تعالى.
  · الأحكام: يدل أول الآيات أن في الناس من وصفه بالولد وهي طريقة النصارى وبعض الكفار.
  ويدل قوله: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} الآية. أن الملائكة مكلفون وأنهم معصومون؛ لأنه أطلق القول بأنهم يفعلون ما يؤمرون.