قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون 41 قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون 42 أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون 43 بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون 44 قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون 45}
  ويدل قوله: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ} الآية. على أنه المنعم بضروب النعم من نفع ودفع، وأنه المستحق للعبادة.
  ويدل قوله: {بَلْ مَتَّعْنَا} أنَّه أمهلهم حتى اغتروا، وحذر من الاغترار بالإنعام والإمهال.
  ويدل قوله: {أَفَلَا يَرَوْنَ} على وجوب النذير في الآيات.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من حيث ذمهم بالاستهزاء والإعراض وأمرهم بالتدبر.
  · النظم: يقال: بِمَ يتصل قوله: {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ}؟
  قلنا: فيه قولان:
  أولهما: بقوله: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} تقديره: أفهم الخالدون أم لهم آلهة تمنعهم.
  ويقال: بِمَ يتصل قوله: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ}؟
  قلنا: فيه قولان:
  أولهما: اتصل بقوله: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ} تقديره: لو تفكروا علموا أن لا عاصم إلا اللَّه، وفيما أنذرهم من القرآن أعظم الآيات والحجج.
  وقيل: بما تقدم من العظة بحال من مضى من الأمم، فبين أن ذلك