قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون 41 قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون 42 أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون 43 بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون 44 قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون 45}
  ومنازلهم وبلادهم، وقيل: أَوَلاَ يرى أهل مكة أنا نأتي أطراف الأرض نزيد أطراف المؤمنين وننقص من أطراف المشركين «أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ» قيل: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أهلكهم الغالبون لله أم اللَّه حيث أهلكهم؟ كذلك حالكم، وقيل: معناه أهم الغالبون لرسول اللَّه توبيخًا لهم، عن قتادة، وأبي علي. وقيل: أفهَؤُلَاءِ الغالبون أم نحن «قُلْ» يا محمد «إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ» أي: بما يوحى إليَّ من القرآن وأخبار الأمم والوعد والوعيد، وقيل: معناه ليس عليَّ إلا الإنذار، يعني أنهم يستثقلون القرآن وسماعه وذكر الحق لما هم عليه من الإلف والعادة، فهم في ذلك بمنزلة الأصم الذي لا يسمع دعاء، فشبههم بالأصم الذي لا يسمع، وقيل: إنهم يتصاممون عند الدعاء إلى الحق كقول الشاعر:
  بَصِيرٌ أعمى أَصَمٌّ سميع
  «إِذَا مَا يُنذَرُونَ» أي يخوفون.
  · الأحكام: يدل قوله: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} على تسلية للنبي ÷ والمؤمنين وتقوية قلوبهم، ووعيد الكافرين في نزول ما نزل بمن كان قبلهم.