قوله تعالى: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين 46 ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين 47 ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين 48 الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون 49 وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون 50}
  من بعيد، ونفحه بالمال نفحاً، ونَفْحُ الريح هبوبها، فأما حديث شُرَيْح: (أنه أبطل النَّفْحَ) فمن نفح الدابة يعني: كان لا يلزم صاحبها شيئاً.
  والويل والوَيْلَةُ: الهلكة، وقيل: الويل الحزن، وتَوَيَّلَ الرجل دعا بالويل، والنداء فيه لتنبيه المخاطبين، وقيل: للاستغاثة لما نزل به، وقيل: تقديره: يا ويل هذا أوانك.
  · الإعراب: «بنا» في موضع رفع، وتقديره: كفاه محاسبتنا فليكتف به.
  و «حاسبين» نصب على التمييز؛ لأن قوله: «كفى بنا» يقتضي أنواعاً، فإذا قال:
  حاسبين كأنه ميز، كقولهم: عشرون درهماً، وقيل: نصب على الحال كأنه قيل:
  يكتفى بنا في حال محاسبتنا.
  والواو في قوله «وَضِيَاءً» واو عطف الضياء على الفرقان؛ لأن الضياء غير الفرقان، وهو كقولك: أعطيتك الخيل وسلاحها، وقيل: هو من صفة الفرقان.
  · النظم: يقال: كيف اتصل قصة موسى وهارون بما قبلها؟
  قلنا: لما تقدم ذكر الوحي بَيَّنَ أن إنزال القرآن عليه ليس ببدع؛ فقد أنزل على موسى وهارون.