قوله تعالى: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين 46 ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين 47 ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين 48 الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون 49 وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون 50}
  وقيل: اتصل بقوله: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} وكما أن هَؤُلَاءِ استهزأوا بك مع أنا أنزلنا إليك الكتاب، فكذلك أنزلنا على موسى فكذبوه واستهزأوا به.
  · المعنى: لما تقدم الإنذار بالعذاب بينْ ذلك، فقال سبحانه: «وَلَئنْ مَسَّتْهُمْ» أي: أصابتهم «نَفْحَةٌ» قيل: طرف، عن ابن عباس. وقيل: عقوبة، عن مقاتل، وقتادة. وقيل: قليل، عن ابن كيسان. وقيل: نصيب، عن ابن جريج. وقيل: بعض ما يستحقونه من العذاب، عن أبي مسلم. «مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا» يعني يدعون بالويل عند نزوله «إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ» قيل: في نفسنا بأن عصينا اللَّه وكذبنا الرسل، وقيل: ظلمنا دعاة اللَّه ورسله حيث وددنا وكذبنا.
  ثم بين تعالى أن ذلك العذاب إنما يصيبهم لاستحقاقهم عدلاً منه، فقال سبحانه: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ» قيل: نضع العدل، وإنما ذكر الميزان مثلاً وأراد العدل، عن مجاهد. وقيل: المراد محاسبته وهو سؤاله إياهم عما أنعم عليهم وما كان منهم في مقابلته، عن أبي مسلم. وقيل: هو ميزان له كفتان ولسان كموازين الدنيا، عن الحسن، وأبي علي. «القسط» العدل؛ لأنه عند وضع الموازين يظهر أنه لا يظلم أحداً.
  ومتى قيل: لم وحّد القسط في صفة الموازين؟