التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين 51 إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون 52 قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين 53 قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين 54 قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين 55}

صفحة 4838 - الجزء 7

  فإن إبراهيم # تحملها وقام بها وتمسك بها «مِنْ قَبْلُ» أي: من قبل موسى وهارون، وقيل: من قبل محمد، وقيل: من قبل النبوة بما تراءى له من الكواكب «وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ» أي: علمنا أنه أهل للنبوة، ومستصلح لها، يقوم بها عملاً وأداء «إِذْ قَالَ لأبِيهِ» آزر «وَقَوْمِهِ» حين رآهم يعبدون الأصنام «مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ» قيل: الصور التي لا تنفع ولا تضر وهي الأصنام، وقيل: الأصنام، عن مجاهد. وقيل: سماها بذلك لأنه رآها على صور الرجال والنساء، وقيل: جعلوا الأصنام أمثلة للأجسام العلوية، وقيل: أمثلة لعلمائهم الَّذِينَ انقرضوا، والأول الوجه «الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ» مقيمون على عبادتها، وهذا استفهام والمراد الإنكار «قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا» يعني الأصنام فاقتدينا بهم، لَمَّا عابهم بعبادة الأصنام ونبههم وحاجهم لم يجيبوا إلا باتباع التقليد والإلف، فأجابهم إبراهيم و «قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» أي: بيّن ظاهر في عبادة ما لا ينفع ولا يضر، و «قَالُوا» له «أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ» أي: أجادٌّ أنت أم هازل في قولك، وإنما قالوا ذلك لاستبعادهم إنكار عبادة الأصنام لما ألفوا ذلك واعتادوه.

  · الأحكام: تدل الآيات على فساد التقليد.