التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون 152}

صفحة 651 - الجزء 1

  قلنا: على نية الوقف فلذلك قيل: «وَلاَ تَكْفُرُونِ» بغير ياء فهي في ذلك بمنزلة القوافي التي يوقف عليها بغير ياء، قال الأعشى:

  وَمِنْ شَانِئٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ ... إِذا مَا اِنتَسَبْتُ لَهُ أَنكَرَنْ

  والمعنى: أنكرني.

  · المعنى: لما عد تعالى نعمه عقبه بالأمر بالشكر والذكر، فجعل سبحانه جميع ما عده كالعلة والسبب في وجوب شكره وذكره، والذكر يتضمن سائر العبادات بالقول والاعتقاد والأفعال، فبين أن علة وجوب شكره وأداء عباداته ما عد منْ أصول النعم، وأنه متى قاموا به ذكَرَهم، ويجب أن يكون لقوله: «أَذْكُرْكم» تعلق بما مضى، فالمراد به الثواب والإكرام، فأوجب الثواب على أداء العبادات، فقال تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم» فيه أقوال:

  الأول: اذكروني بجميع ما تعبدتكم به من العبادات أذكركم بالثناء وإيجاب الثواب، عن أبي علي، وقال بعضهم: اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي.

  الثاني: اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة والإحسان في العاجل والآجل، عن أبي مسلم.

  الثالث: اذكروني بالثناء بالنعمة أذكركم بالطاعة.

  الرابع: اذكروني بالشكر أذكركم بالثواب والزيادة، عن الأصم.

  والخامس: اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي، عن ابن عباس.

  السادس: قيل: اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة.

  السابع: اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء.