قوله تعالى: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين 51 إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون 52 قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين 53 قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين 54 قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين 55}
  والشاهد: الدال على الشيء عن مشاهدة، وإبراهيم شاهد بالحق؛ لأنه دال عليه بما يرجع إلى ثقة المشاهدة.
  والكيد: تدبير إضرارٍ على وجه يخفى، كادَهُ يَكِيدُهُ كيداً فهو كائد.
  والجَذُّ: القطع، جَذَذْتُهُ أَجُذُّهُ جَذًّا، إذا قطعته، قال الشاعر:
  آلُ المُهَلَّبِ جَذَّ اللهُ دابِرَهُمْ ... أَضْحَوْا رَمَادًا فلا أصْلٌ ولا طَرَفُ
  وقيل: الجذاذ بضم الجيم وكسرها لغتان، كالقُباب والقِباب.
  يقال: لِمَ قال: «فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا» ولم يقل: جعلها؟
  قلنا: بناه على اعتقادهم أنها آلهة، فعبر عنها بعبارة ما يعقل.
  · المعنى: ثم بيّن تعالى جواب إبراهيم لقومه، فقال سبحانه: «قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السماواتِ وَالأرض» يعني قال إبراهيم لقومه حين قالوا: أجادٌّ أنت أم لاعب: بل خالقكم خالق السماوات والأرض «الَّذِي فَطَرَهُنَّ» أي: خلقهن، فبيَّن لهم شيئين: أحدهما: أن طريق معرفتهم الدلالة لا التقليد، والثاني: أن طريق معرفته النظر في أفعاله «وَأَنَا عَلَى ذَلِكمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ» قيل: قال هذا مبالغة في إظهار الحق،