التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين 51 إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون 52 قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين 53 قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين 54 قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين 55}

صفحة 4842 - الجزء 7

  يَرْجِعُونَ» قيل: لعلهم يرجعون إلى إبراهيم فيسألونه ليبين لهم بطلانه، وقيل: إلى الكبير فيسألونه وهو لا ينطق، فيعلمون ضعفها وبطلانها، ويحتج عليهم بحالها، فلما رجعوا من عيدهم إلى بيت آلهتهم وجدوها مكسورة «قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا» يعني خاطب بعضهم بعضاً بذلك «إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمينَ» قيل: نسبوه إلى الظلم بما فعل لما استقبحوا فعله، وقيل: الظالم لنفسه حيث استحق العقاب منا ومن الأصنام «قَالُوا» يعني الَّذِينَ سمعوا إبراهيم وهو يقول: (لَأَكِيدَنَّ)، وقيل: قال الَّذِينَ سمعوه يعيبهم ويدبر أمرهم «سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ» قيل: يذكرهم بسوء، وقيل: يعيبهم ويسبهم «يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ».

  · الأحكام: تدل الآيات على جواز المحاجة في الدين.

  وتدل على جواز الحجاج بالقول والفعل؛ بل ربما كان بالفعل أبلغ؛ لأن كسره إياها كان أبلغ في الحجاج، وربما يكون البيان بالقول أبلغ، فيفعل ذلك بحسب المصلحة.

  وتدل على أنه فعل ذلك ليبين لهم بطلانه، ولذلك قال: «لَأَكِيدَنَّ».