التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون 61 قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم 62 قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون 63 فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون 64 ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون 65}

صفحة 4844 - الجزء 7

  تقول العرب إذا ظهر الأمر وشهر: كان ذلك على أعين الناس، كأنه يريد أنهم ينظرون إليه بأعينهم، وهذا تَوَسُّعٌ من فصيح الكلام.

  النكسُ: قَلْبُكَ الشيء على رأسه، نَكَسَهُ يَنْكُسُهُ، والوِلاَدُ المنكوس هو أن تخرج رِجْلاَهُ قبل رأسه، والنِّكْسُ: السهم الذي انكسر فُوقُهُ فيجعل أعلاه أسفله، ويُقال للمنافق: إنه ينكس، تشبيهاً بذلك.

  · الإعراب: روي عن الكسائي أنه كان يقفط عند قوله: {بَل فَعَلَهُ} ثم يبتدئ: {كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} فعلى هذا الكناية عن غير مذكور، كأنه قيل: فعله، ويكون (كبيرهم) مستأنفاً رفعاً على الابتداء، وعلى قول الآخرين: الهاء كناية عن الكبير، و (كبيرهم) رفع لأنه فاعل.

  · المعنى: ثم بيَّن تعالى ما جرى بينه وبين قومه في الأصنام فقال سبحانه: «قَالُوا» يعني قوم إبرْاهيم «فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ» يعني فأتوا بإبراهيم بمشهد من الناس حيث يجتمعون ويرونه ويسمعون بالحق فيه «لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ» بما قاله شهادة تكون حجة عليه بأنه فعله، وكرهوا أن يأخذوه بغير بينة، عن الحسن، وقتادة، والسدي.