قوله تعالى: {ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم 76 ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين 77 وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين 78 ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين 79 وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون 80}
  والكرب: أشد الغم، وقيل: هو الغم الذي غم به القلب.
  والنصير والناصر: المعين نَصَرْتُهُ عليه: أعنته، ونصرته منه: منعته، ومنه: {فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ}[هود: ٦٣] أي: يمنعني من عذابه، ونَصَرَ الغيث البلد أعانه على الخصب والنبات، ونُصِرَتِ الأرض فهي منصورة أي: ممطورة، ونَصَرْتُ المكان: أي أتيته، وقيل: منه أخذ النصارى، وواحدها:
  نَصْرَان، كنَدْمَانٍ ونَدْمَانَةٍ، فالأنثى نصرانة، ويقال: نصراني ونصران، وقيل: هم منسوبون إلى ناصرة وهي قرية.
  النفش بفتح الفاء وسكونها، أن تَنْفِشَ الإبلُ فيه بالليل فترعى، وهي إبلْ نُفَّاشٌ، يقال: نفشت الإبل ترددت ليلا بلا راع، وأهملت بالنهار، وأنفسها صاحبها، قال شريح: النفش لا يكون إلا ليلاً، وقال الزهري: الهَمَل بالنهار.
  واللبوس: قيل: هو اسم السلاح كله عند العرب، درعاً كان، أو جَوْشَنًا، أو سيفاً، أو رمحاً، قال الهذلي يصف رمحا:
  وَمَعِي لَبُوسٌ لِلْبَئِيسِ كَأَنَّهُ ... رَوْقٌ بِجَبْهَةِ ذِي نِعَاجٍ مُجْفِلِ