قوله تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين 81 ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين 82 وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 83 فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين 84 وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين 85 وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين 86}
  أمر أيوب سهل عليه الصبر وهانت عليه المحن، وقيل: ليعلموا أن البلاء في الدنيا لا يدوم، وقيل: لئلا يعجبوا بعبادتهم إذا علموا حال أيوب، وقيل: ليقتدي به أهل البلاء ويعلموا أن عاقبة الصبر محمودة «وِإسْمَاعِيلَ» هو أكبر ولد إبراهيم، وأمه هاجر، وقيل: هو الذبيح، وهو الصحيح، وقيل: الذبيح إسحاق، والأول اختيار القاضي. «وِإدْرِيسَ وَذَا الْكفْلِ» قيل: كان رجلاً صالحاً تكفل لنبي صوم النهار وقيام الليل وألّا يغضب، ويعمل بالحق، فوفى بذلك ولم يكن نبياً، عن أبي موسى الأشعري، وقتادة، ومجاهد، وقال مجاهد: اسمه اليسع، وقيل: بل كان نبيا كفل بأمر فوفى به، وقيل: كان نبياً، ويسمى ذا الكفل يعني ذا الضِّعْف وله ضعف ثواب غيره ممن هو في زمانه، عن أبي علي. وقيل: هو نبي اسمه ذو الكفل، عن الحسن، قال: ولم يَقُصَّ اللَّه خبره مفصلاً، وقيل: هو زكريا تكفل بمريم، وقيل: هو إلياس، وقيل: كان رسولاً إلى كنعان فضمن له الجنة إن آمن وكتب له بذلك كتاباً، فآمن فسمي ذا الكفل، وكان عبداً صالحاً، وقيل: كان رجلاً فاسقاً تمكن من الزنا بامرأة فارتعدت فقال: ما بالك؟ قالت: هذا مقام لم أقمه قط، وكان دفع إليها مائة دينار، فوهب ذلك منها وتكفل بأمرها، فمات من ليلته، فوجد مكتوب على بابه: قد غفر اللَّه للكفل، فسمي ذا الكفل، وروي ذلك مرفوعاً، وقيل: تكفل بنفس نبي أرادوا قتله وخلصه من ذلك، وقيل: تكفل بأمر نبي وصبر