التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين 81 ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين 82 وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 83 فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين 84 وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين 85 وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين 86}

صفحة 4870 - الجزء 7

  أيوب، ولم يكن عنده من يتعهده، فعند ذلك دعا اللَّه، عن الحسن. ثم وجعت إليه بعد تغير الحال.

  وقيل: قال إبليس لامرأته: اسجدي لي سجدة أَرُدَّ المال والولد، فذكرت لأيوب فقال: مسني الضر، من حيث طمع إبليس في أن يسجد له أهلي.

  وقيل: وقعت في نفسه إِكْلَة وشغلة المرض عن إصلاحه، فلما بلغ قلبه ولسانه خشي أن يتعذر عليه الذكر. فقال: «مَسَّنِي الضُّرُّ» من شماتة الأعداء «وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» قيل: يرحم من لا يرحم نفسه، وقيل: أرحم من أن تهلكني في هذا البلاء، وقيل: مع أن هذه صفتك لا أدري لأي شيء لا أستجاب، وقيل: لبث في المحنة ثماني عشرة سنة، عن وهب. وقيل: ثمانون سنة، عن الحسن. وقيل: أربعون سنة، وقيل: سبع سنين، عن كعب، وقيل: ثلاث سنين، عن وهب. «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ» أي: أجبناه في دعائه «فَكَشَفْنَا مَا بهِ مِنْ ضُرٍّ» أي: من مرض «وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ» قيل: رد عليه جميع ماله وأهله الَّذِينَ أهلكوا، وأعطاه مثلهم معهم، عن ابن عباس، وابن مسعود، والحسن، وقتادة، وكعب. وقيل: غير أيوب # فاختار إحياء أهله في الآخرة ومثلهم في الدنيا، فأوتي على ما اختار، عن عكرمة، ومجاهد. وقيل: كان له سبع بنات وثلاثة بنين، عن وهب. وقيل: سبعة بنين وسبع بنات، عن ابن يسار. «رَحْمَةً» منا أي: نعمة «مِنْ عِنْدِنَا» أي: عظة «لِلْعَابِدِينَ» أي: لكل مؤمن في الصبر والانقطاع إلى اللَّه تعالى، والتوكل عليه؛ لأن كل مَنْ تذكر