التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 87 فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين 88 وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين 89 فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين 90}

صفحة 4873 - الجزء 7

  · القراءة: قرأ يعقوب: «فَظَنَّ أَنْ لَنْ يُقْدَرَ عَلَيْهِ» بضم الياء وفتح الدال مخففة على المجهول، وقرأ عمر بن عبد العزيز بضم النون وتشديد الدال مكسورة من التقدير، وقرأ عبيد ابن عمير وقتادة: «يُقَدَّر» بالياء وضمها وتشديد الدال على المجهول، والقراء السبعة: «نَقدِرَ» بالنون وفتحها وكسر الدال مخففة.

  وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: «نُجِّي» بنون واحدة والجيم مشددة والياء ساكنة، والباقون «نُنْجِي» بنونين الثانية ساكنة من الإنجاء على معنى: نحن ننجي، واختلف النحاة في وجه قراءة ابن عامر وأبي بكر، فمنهم من قال: إنه لا يصح، ولا وجه له، عن الزجاج، وقال علي بن عيسى: لا وجه لهذه القراءة، ولا لما روي عن ابن عمرو أن النون مدغمة؛ لأن النون لا تدغم في الجيم لبُعْدِ مخرجها، وذكر أبو حاتم أنه لحن لا يجوز القراءة به ونسب قارئه إلى الجهل، وقال الفراء: هو لحن، ومنهم من قال بتصويبه وهو [القتبي] وأبو عبيدة وغيرهما، قالوا: فيه إضمار معناه نجا النجا المؤمنين، كما يقال: ضرب الضرب زيداً، قال [القتبي]: من قرأها أراد نُنَجِّي من التنجية إلا أنه أدغم وحذف نوناً على طلب الخفة، والنحويون يبعدون ذلك، قالوا: إنما اتبعوا المصحف؛ لأنه كتب بنون واحدة.