قوله تعالى: {والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين 91 إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون 92 وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون 93 فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون 94 وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون 95}
  ومن مشايخنا من تأوله على وجه آخر، وهو أن قوله: «خلاف أمتي رحمة» أي: ما يجيء خلفاً بعد سلف كلهم يتبعون ولا يخالف الخلف السلف، وهذا قريب، وإن كان ما قدمنا أولاً أولى.
  فأما قوله: «ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة» فإنا إذا أخذنا بأصول المذاهب فإنها تنقص عن سبعين، وإذا أخذنا بالطرق والفروع زاد كثيرًا، فلا بد من تأويل، وقد أوله مشايخنا على وجهين:
  أحدهما: أنهم سيفترقون فرقاً كثيرة، وليس المراد القصر على هذا العدد لقوله:
  {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}[التوبة: ٨٠] وللعرب عادة في ذكر السبعين يريدون الكثير.
  وثانيها: أنه في وقت واحد يبلغ هذا القدر ثم يزيد أو ينقص.
  وتدل على أن العمل الصالح لا ينفع إلا مع الإيمان، وأنهما بمجموعهما يثاب عليهما.
  ويدل قوله: «وحرام» أن من مات في الدنيا يعدم التوبة والرجعة إلى حد التكليف، فيبطل قول الإمامية في الرجعة إلى الدنيا.
  وتدل على أن الإحصان والعبادة والتقطيع والعمل الصالح والإباق والبغي فِعْلُهُم، والاستدلال بالآية كما تقدم في الآيات.