التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون 96 واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين 97 إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون 98 لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون 99 لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون 100}

صفحة 4889 - الجزء 7

  قيل: صلة، وتقديره: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق، ونظيره: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}⁣[الصافات: ١٠٣ - ١٠٤] عن الفراء وجماعة.

  وقيل: بل الجواب في قوله: «واقترب»، تقديره: حتى إذا فتحت يأجوج واقترب الوعد وقالوا يا ويلنا كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}⁣[الزمر: ٧٣].

  وقيل: الجواب في قوله: «يا ويلنا»، وتقديره: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج واقترب الوعد قالوا يا ويلنا.

  ويقال: «فَإِذَا هِيَ» كناية عن ماذا؟

  قلنا: فيه ثلاثة أقوال:

  أولها: أن الضمير يرجع إلى معلوم قد بينه بقوله: «أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَروا»، تقديره: فإذا الأبصار شاخصة أبصار الَّذِينَ كفروا، قال الشاعر:

  لَعَمْرُ أَبِيهَا لَا تَقُولُ ظَعِينَتِي ... أَلَا فَرَّ عَنِّي مَالِكُ بْنُ أَبِي كَعْبٍ

  يكنى عنها وأبيها، ثم أظهرها.

  وثانيها: إظهار العماد على جهة التفسير كقوله: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ}⁣[الحج: ٤٦].