قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون 96 واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين 97 إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون 98 لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون 99 لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون 100}
  وثالثها: أن يكون تمام الكلام عند قوله: «هي»، على معنى: هي بارزة واقفة، بمعنى مِنْ قُرْبِها كأنها وقفت، ثم ابتدأ فقال: «شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا» على تقديم الخبر على الابتداء تقديره: أبصار الَّذِينَ كفروا شاخصة من هول يوم القيامة.
  «فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ» أنث الفعل على معنى القبيلة أو الجماعة.
  · المعنى: لما تقدم أنهم لا يرجعون إلى الدنيا وَعَدَهُمْ بالرجوع إلى الآخرة يوم القيامة وبَيَّنَ علامة ذلك، فقال سبحانه: «حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوج وَمَأْجُوجُ» يعني فتحت جهنم بأن ينفرج عنهم السد لسقوط أو هدم أو كسر، ويأجوج ومأجوج أُمَّتان، وخروجهما من علامات الساعة كخروج الدجال، ونزول عيسى، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من المغرب، كل ذلك من أشراط الساغة يظهر بعضهم في إثر بعض «وَهُمْ» قيل: كناية عن يأجوج ومأجوج، وقيل: كناية عن الخلق، والأول:
  خروجهم عن السد، عن عبد اللَّه، وأبي علي. والثاني: خروجهم عن قبورهم إلى الحشر، عن مجاهد، وكان يقرأ: (من كل جدث) بالجيم والثاء، يعني القبور، واستدلوا بقوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}[يس: ٥١] «مِنْ كُلِّ حَدَبٍ»