قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون 96 واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين 97 إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون 98 لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون 99 لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون 100}
  فالآية تناولتها، فأنزل عقيبها: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} بياناً لذلك ولم يتأخر نزوله عن الأول.
  وقيل: إن دخلوا في عمومه فإنه يخص عقلاً، وكان لا يشكل على النبي ÷ أن عيسى # لا يدخل في الوعيد.
  «أَنْتُمْ» أيها المشركون «لَهَا» أي: لجهنم «وَارِدُونَ» قيل: داخلون، وقيل: أنتم داخلون، وقيل: أنتم عليها واردون، وقيل: المراد أنتم وإياهم داخلون «لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ» أي: الأصنام والشياطين «آلِهَةً» كما تزعمون «مَا وَرَدُوهَا» أي: ما دخلوا النار ولامتنعوا منها، وقيل: ما دخل عابدوها النار ولمنعوهم من ذلك «وَكُلٌّ» منكم من العابد والمعبود «فِيهَا» في النار «خَالِدُونَ» أي: دائمون «لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ» قيل: شهيق لهول ما ورد عليهم من العذاب في النار، وقيل: في الزفير شدة النفس «وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ» قيل: لا يجيبون داعياً، وذلك نحو قوله: سمع اللَّه لمن حمده، وقيل:
  لا يسمعون ما ينفعهم وإن سمعوا ما يسوؤهم، عن أبي علي. وقيل: لا يسمعون صراخ أهل النار وصوت المقامع، وأصوات الخزنة، ولا يسمعون صوتاً لهم فيه راحة وُيسَرُّون به، وقيل: يصيرون صمًّا في وقت ويسمعون في وقت، وقيل:
  يجعلون في توابيت من النار عليها مسامير من نار لا يسمعون شيئاً ولا يرون