قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون 96 واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين 97 إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون 98 لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون 99 لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون 100}
  الحصب الرمي، يقال: حَصَبْتُ الرجل: رميته، وقال تعالى: {حَاصِبًا}[الإسراء: ٦٨] أي: ريحاً ترميهم بالحجارة.
  ومتى قيل: أليس عيسى يُعْبَدُ والملائكة يُعْبَدُونَ؟
  قيل: هم لا يدخلون في الآية؛ لأن (ما) لما لا يعقل، والثاني: أنه خاطب أهل مكة وهم كانوا يعبدون الأصنام.
  ومتى قيل: فأي فائدة في إدخال الأصنام النار؟
  قلنا: قيل: يعذب بها المشركون الَّذِينَ عبدوها فيكون زيادة في حسرتهم وغمهم.
  وقيل: توبيخاً لهم حيث عبدوها وهي جماد لا تنفع ولا تضر ولا تدفع عن نفسها.
  وقيل: إنهم يحيون ويعاقبون، وهذا لا يصح؛ لأنه لا ذنب لهم فكيف يعاقبون؟! وما روي أنه لما نزلت هذه الآية اغتم الكفار، فقال ابن الزِّبَعْرَى: لو كنت حاضرًا لَقُلْتُ: أليس عيسى يُعْبَدُ والملائكة يعبدون، فسكت النبي ÷، فنزلت الآية: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} الآية، وهذا إن ثبت فاعتراض فاسد؛ لأن (ما) يدخل فيه ما لا يعقل، ولأنه لو كان يدخل فيه من يعقل لما تأخر البيان؛ لأن. تأخير البيان عن وقت الخطاب لا يجوز.
  وقيل: أول الكلام يليق بالأصنام وآخره بالشياطين؛ لأنه قال: «لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ»،