قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون 101 لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون 102 لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون 103 يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين 104 ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون 105 إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين 106}
  وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «لِلْكُتُبِ» بضم الكاف والتاء على الجمع، والباقون: «للكِتاب» بالألف وكسر الكاف على واحد.
  وقرأ حمزة: «الزُّبور» بضم الزاي، والباقون بفتحها، وهما لغتان.
  قرأ أبو جعفر: «يُحْزِنُهُمْ» بضم الياء وكسر الزاي من أَحْزَنَهُ يُحْزِنُهُ، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من حَزَنَهُ، وهما لغتان.
  · اللغة: السبق: تقدم وقت الشيء على غيره، سبق سبقاً وهو السابق.
  والحسنى: تأنيث أحسن، وأصله الحُسْنُ ضد القبح.
  والحسيس والحس: الحركة. والطي ضد النشر.
  والسَّجْلُ: الدلو العظيم، ومنه: المساجلة المفاخرة، وأصله صب الدلو إذا امتلأ، والسِّجِلّ: قيل: مأخوذ من السجل الذي هو الدلو؛ لأنه يتضمن الانحدار عنها كما ينصب الماء من الدلو، وقيل: مأخوذ من المساجلة وهو المكاتبة، ومن ذلك: افتتح سورة (النساء) فَسَجَلَها، أي: قرأها، شبه حروف السورة واتصال تلاوته بالصب، يقال: سَجَلْتُ السماء سَجْلاً إذا صبت بالمطر، وأصل الباب: الدلو ملئ ماء.
  والزُّبُر: الكتب، واحدها زبور، يقال: زَبَرْتُهُ أي: كتبته.