التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون 101 لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون 102 لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون 103 يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين 104 ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون 105 إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين 106}

صفحة 4896 - الجزء 7

  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في قوله {كَمَا بَدَأناَ}.

  قلنا: {نُعِيدُهُ} بمعنى نعيد الخلق كما بدأناه.

  «وَعْداً» نصب على المصدر، أي: وعدناه وعداً.

  · النزول: قيل: لما نزلت الآية المتقدمة قال ابن الزِّبَعْرَى لرسول اللَّه ÷: أنت تقول هذا؟ قال: «نعم»، قال: قد خصمتك، أليست اليهود تعبد عزيرًا، والنصارى تعبد المسيح، وقوم يعبدون الملائكة، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، وهذا يحمل على أنه زيادة في البيان؛ لأن الآية تُحمل على ما لا يعقل، فلما اعترضوا بهذه الشبهة تلبيساً أنزل اللَّه تعالى زيادة في البيان.

  · المعنى: لما تقدم الوعيد عقبه بذكر الوعد، فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى» قيل: عيسى وعزير والملائكة $ عُبِدوا وهُم كارهون، عن الحسن. وقيل: هي عامة في كل من سبق له الوعد بالسعادة، وروي عن علي