قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون 101 لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون 102 لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون 103 يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين 104 ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون 105 إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين 106}
  الصَّالِحُونَ» قيل: أرض الجنة «يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ» قيل: أمة محمد، ÷، عن مجاهد، وأبي العالية. وقيل: أرض الجنة يرثها الصالحون من العباد، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وابن زيد، وقرأوا: {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ}[الزمر: ٧٤]. وقيل: هي أرض الدنيا تصير للمؤمنين بعد إجلاء الكفار، عن ابن عباس «إِنَّ فِي هَذَا» قيل: في هذا القرآن ودلائله، وقيل: فيما قصصنا عليك من الوعد والوعيد، وقيل: في الجنة كفاية {لَبَلَاغًا} لكفاية «لِقَوْمٍ عَابِدِينَ» قيل: كفاية ووصلة إلى البغية لمن عبد اللَّه، وقيل: بلاغاً أي: تبليغ رضوان اللَّه وثوابه الجزيل «لِقَوْمٍ عَابِدِينَ» قيل: مؤمنين يعبدون اللَّه وحده، وقيل: عالمين، عن ابن عباس.
  وقيل: هم أمة محمد ÷ أهل الصلوات الخمس وشهر رمضان، وقيل: هو مبالغة في الوعيد أي: أن أرض الجنة لا تُسْتَحَقُّ إلا بالعمل الصالح، وكفى ذلك عظة للمكلف.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن المؤمنين لا يلحقهم الفزع يوم القيامة خلاف ما قاله بعضهم.
  وتدل على أن اللَّه تعالى يطوي السماء بأن يقبضها.
  ومتى قيل: فما فائدة طيها وإفنائها؟