قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين 11 يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد 12 يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير 13 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد 14 من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ 15}
  والعشير: الصاحب والزوج، والعشير: المعاشر.
  والسبب: كل ما يتوصل به إلى [شيء يَبْعُدُ عنه]، ومنه قيل للحبل سبب، والطريق إلى شيء سبب؛ لأنه يتوصل به إلى المقصود، وقيل للباب سبب، وأسباب السماء قيل: أبوابها، وقيل: طُرُقُهَا.
  والمد مصدر مددت الشيء مدًّا، ومنه: المِدَاد، ومنه: مَدُّ النهار: ارتفاعه، ومنه: مَدَدُ الجيش.
  · الإعراب: اختلف النحويون في اللام في قوله: {لَمَن ضَرُّهُ} فقيل: هي صلة ذكر تأكيداً، والمعنى: يدعو من ضَرُّهُ أقرب من نفعه، وكان ابن مسعود هكذا يقرأ بغير لام، وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: يدعو واللَّه لمن ضره أقرب من نفعه، عن الفراء، والزجاج. وقيل: إنه على التأكيد معناه: يدعو لمن ضره أقرب من نفعه يدعو، فحذف يدعو الأخيرة اجتزاء بالأولى، ولو قلت: نصرت لمن خيره أقرب من شره نصرت، وحذفت الخبر جاز، والعرب تقول: عندي لما غيره خير