التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين 11 يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد 12 يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير 13 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد 14 من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ 15}

صفحة 4926 - الجزء 7

  إلى سقف البيت فليختنق به حتى يموت، ثم ليقطع الحبل بعد الاختناق، «فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيدُهُ» وحيلته «مَا يَغِيظُ»، ومعناه: ليتصور هذا الأمر في نفسه وليس بحتم، عن قتادة وجماعة من المفسرين.

  وقيل: السماء هي السماء المعروفة، والمعنى: من كان يظن أن لن ينصر اللَّه نبيه ويكايده في دينه وأمره ليقطعه عنه فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه فإن أصله في السماء «فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ» عن النبي ÷ الوحي الذي يأتيه من اللَّه؛ فإنه لا يكايده حتى يقطع عنه أصله «فَلْيَنْظُرْ» هل يقدر على إذهاب غيظه بهذا الفعل، عن ابن زيد.

  وقيل: إنه نزل في قوم قالوا: لعل محمد لا يُنْصَرُ! فقال: من استعجل نصر اللَّه فليختنق، فلينظر استعجاله لذلك في نفسه هل هو مذهب غيظه، كذلك استعجالهُ من اللَّه نَصْرَ محمد غَيْرُ مُقَدِّمٍ نصره قبل حينه.

  وروي عن ابن عباس وقتادة وجماعة من المفسرين أن الضمير يعود إلى النبي ÷ وعلى آله، وهو قول أبي علي.

  ومن قال الضمير يعود إلى «مَنْ كَانَ يَظُنُّ» وهو رواية. عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وأبي مسلم اختلفوا؟ فقيل: من كان من الناس يظن أن اللَّه لا