قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين 11 يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد 12 يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير 13 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد 14 من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ 15}
  سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ» أي: من تحت أشجارها وأبنيتها «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ» فيجازي كل واحد بعمله «مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ» الهاء في قوله: «ينصره» اختلفوا فيه على قولين:
  أحدهما: أنه ضمير عن النبي ÷.
  وثانيهما: أنه ضمير عن قوله: «مَنْ كَانَ يَظُنُّ».
  فمن ذهب إلى القول الأول اختلفوا في معنى الآية، فقيل: من كان يظن أن اللَّه لا ينصر نبيه، وأنه لا يتهيأ له أن يغلب نبيُّه محمد، ويزيل عنه نصر اللَّه «فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ» أي: ليطلب شيئاً ليتصل به إلى السَّماء وهي السماء المعروفة، فيقطًع نصر اللَّه لنبيه عنه «فَلْيَنظُرْ» هل يتهيأ له الوصول إلى السماء بكيده وبسبب يحتاله، وهل يتهيأ له أن يقطع أمر اللَّه عن نبيه، وأن يزيل بحيلته ما يعطيه اللَّه من نصره، فنبه سبحانه وتعالى أنه كما لا يتهيأ لهم الوصول إلى السماء ويقطعون بها نصر اللَّه كذلك لا يتهيأ لهم إزالة ما يغيظهم مِنْ أَمْرِ الرسول ÷ ونصره على أعدائه، وإنما ذكر السماء؛ لأن النصر يأتيه من قِبَلِ السماء ومن قبل الملائكة الَّذِينَ ينزلون من قبل السماء، وهذا قول شيخنا أبي علي |.
  وقيل: من كان يظن أن لن ينصر اللَّه نبيه فليمدد بسبب إلى السماء، أي: بِحَبْلٍ