التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد 16 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد 17 ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء 18}

صفحة 4933 - الجزء 7

  بِجَيْشٍ تَضِلُّ البُلْقُ فِي حُجَرَاتِهِ ... تَرَى الأُكمَ فِيهَا سُجَّدًا لْلِحَوَافِرِ

  وقيل: ما فيه من التسخير وآثار الصنعة يدعو إلى سجوده وعبادته، فكأنه يسجد، وقيل: سجود المؤمن: ما يفعله من العبادة، وسجود كل شيء سوى المؤمن: سجود ظله حين تطلع الشمس وحين تغيب، عن مجاهد. كأنه يجعل ذلك لما فيه من العبرة بتصريف الشمس في دورها عليه، فأما ما يرويه الحشوية أن الجمادات تسجد فلا يصح؛ لأن الجماد لا يعقل ولا يقدر، فإيجاد الفعل منه محال «وَكثِيرٌ مِنَ النَّاسِ» يسجد طوعاً وهم المؤمنون «وَكَثير حَقَّ عَلَيهِ الْعَذَابُ» قيل: بإبائه السجود، وقيل: بل هو يسجد لما يقتضيه عقله من الخضوع، وإن كفر بغير ذلك من الأمور، عن مجاهد. «وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ» من مُعِز له ينجيه من العذاب ويدخله الجنة، وقيل: من يُهِنْهُ اللَّه في الدنيا والآخرة بأن يشقيه فما له من مكرم يُسْعِدُهُ.

  · الأحكام: يدل قوله: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} على كون القرآن حُجَّةً في الأحكام.