قوله تعالى: {وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد 16 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد 17 ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء 18}
  على إيمانه، عن الحسن. وقيل: معناه لأن اللَّه يهدي، فحذف اللام لدلالة الكلام عليه، عن أبي مسلم. «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا» بمحمد وقبلوا دينه «وَالَّذِينَ هَادُوا» هم اليهود، وقيل: نسبوا إلى يهودا، وقيل: من قوله {هُدْنَا إِلَيكَ}[الأعراف: ١٥٦]، «وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا» قال قتادة: الأديان ستة، خمسة للشيطان وواحد للرحمن، قال أبو مسلم: المذكورون بأصنافهم فرقتان، مؤمنة وكافرة، فالمؤمن من آمن بمحمد، والكافرة: اليهود والنصارى والصابئين والمجوس والَّذِينَ أشركوا «إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَينَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أي: يحكم بينهم يوم القيامة، قيل: يُبَيّنُ المحق من المبطل بما يضطرهم إليه من العلم، وقيل: بما يظهر من الأمارات، فتبيض وجوه وتسود وجوه ونحوها «إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ» عليم بأحوالهم يجازي كل أحد بعمله، وقيل: «شهيد» عليم بما عُلِمَ منهم مبالغة في إبلاء العذر في عقوبتهم.
  ثم بيّن كمال قدرته، فقال سبحانه: «أَلَمْ تَرَ» يا محمد، وقيل: ألم تر أيها السامع، وقيل: تر: تعلم، والرؤية بمعنى العلم، وقيل: بل الرؤية بالبصر، والأول أصح، كأنه قيل: ألم تر بعقلك وقلبك «أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ» قيل: بمعنى تخضع له فيصرفها كما يشاء، قال الشاعر: