قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم 19 يصهر به ما في بطونهم والجلود 20 ولهم مقامع من حديد 21 كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق 22 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير 23 وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد 24}
  · الأحكام: تدل الآيات أن المكلفين فرقتان: مؤمنة، وكافرة، فتدل على مذهب أبي حنيفة أن الكفر كله ملة واحدة، ويدل عليه قوله {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون: ٦].
  وقد اختلفوا فيه، فعند أبي حنيفة وأصحابه: إن الكفر ملة واحدة يرث بعضهم عن بعض إلا أن تختلف الدُّورُ، وقال الشافعي: الكفر مِلَلٌ مختلفة، وهو قول الهادي.
  ومتى قيل: سوى الأديان المعدودة أديان أخر، ومقالات في الكفر؟
  قلنا: كلهم أتباع هذه الفرق، كما نقول: إن المجسمة والمشبهة تعد في المشركين، والجهمية والْمُجْبِرَة تعد في المجوس.
  وتدل على أن الجنة تنال بالإيمان والأعمال الصالحة خلاف قول الْمُجْبِرَةِ والمرجئة.
  ويدل قوله: {كُلَّمَا أَرَادُوا} نهم يريدون الخروج مع الإياس، فيدل على أن إرادة ما يعلم أنه لا يكون يصح.